كانت هناك مقولة شهيرة عن جيش المغول، وهي أنه الجيش الذي لا يقهر.
جنكيز خان كان المؤسس للإمبراطورية المغولية، التي اكتسحت كل من كان يواجهها بكل قسوة ووحشية، فسقطت تحت أقدامها اعتى الجيوش، وأكبر الحضارات.
وهذا المثال، بدأنا نراه واقعاً، بشكل آخر في الدوري الإسباني، وفي صورة مدرب برشلونة جوسيب جوارديولا، والذي اصبح في نظر مشجعي النادي الكاتالوني القائد الجديد لانتصاراتهم الكبيرة، والتي جعلت اسم فريقهم يبث الرعب في كل من يتوجه للقائه، لتتلقى شباكه الأهداف الغزيرة.
جوارديولا، هو ابن النادي، الذي بدأ فيه من صفوف الناشئين، ثم انتقل إلى صفوف الفريق الأول ليكون أحد الأسماء، التي تشارك في مسيرة النادي الكاتالوني العريق، ورغم أن جوارديولا لم ينه مسيرته الكروية كلاعب، داخل أسوار النادي، لكنه سرعان ما عاد إلى أحضان ناديه، كمدرب لصفوف الفرق الشابة، ثم وفجأة يصبح الكاتالوني الأسمر مدرب الفريق الأول، خلفاً للهولندي فرانك ريكارد، الذي كان عاجزاً عن إيجاد الحلول، لكي يعيد الحيوية والنتائج الإيجابية للفريق، ليسيطر غريم البرشا التقليدي ريال مدريد على بطولة الدوري في إسبانيا موسمين متتاليين.
وقدوم جوارديولا إلى مقدمة الجهاز الفني لم يعجب الكثيرين، وصاحب هذا القرار من قبل رئيس النادي خوان لابورتا بتعيين المدرب الشاب الجديد، الكثير من التساؤلات وعلامات التشاؤم، متذرعين بعدم امتلاك جوارديولا الخبرة الكافية والإنجازات، حتى يكون مدرباً على مستوى فريق برشلونة.
لكن جوارديولا لم يأبه لهذه الضجة ويستسلم للضغوط، وأعلن منذ تسلمه زمام الأمور أنه سيعطي الفرصة بشكل أكبر للأسماء الإسبانية الشابة حتى يخلق التجانس المطلوب، وقام استقدام مدافع مانشستر يونايتد جيرارد بيكي، وأيضاً بعض الاسماء اللامعة مثل سيدو كيتا، ودانييل ألفيس من إشبيلية وألكسندر هليب من الإرسنال ليدخل البرشا الموسم باسماء جديدة وروح جديدة ،ولم يتوقع اشد المتفائلين بالفريق النتائج، التي حققها برشلونة في دوري معروف عنه النتائج المتقلبة، وصعوبة الاستمرار في تحقيق النتائج الايجايبة، فكانت من نتائج الفريق الفوز على سبورتينج خيخون 6-1، ثم الفوز على أتلتيكو مدريد بنفس النتيجة الكبيرة، ثم الميريا 5-0 وملقا 4-1 وبلد الوليد 6-0 وإشبيلية 3-0 وفالنسيا 4-0 والأهم حامل اللقب والغريم التقليدي ريال مدريد 2-0، وعاد الفريق ليتخلص من أحد خصومه فياريال 2-1، وأخيراً في نهاية القسم الأول اكتسح الكاتالونيون فريق ديبورتيفو لاكرونيا 5-0.
كل هذه النتائج جعلت الفريق يحطم الأرقام القياسية في عدد الأهداف المسجلة، وعدد المباريات بدون هزيمة، ويتصدر برشلونة الدوري بفارق 12 نقطة عن أقرب منافسيه، ليتساءل الجميع ما الذي فعله جوارديولا ليحقق كل هذه الانتصارات؟ هل هو إحساس اللاعبين بالتغيير في الجهاز الفني؟ هل هو إبداع جوارديولا في التكتيك ودراسة نقاط ضعف وقوة الخصوم؟ هل خلق جوارديولا جواً ملائماً لللاعبين، وأصبحت علاقتهم به قوية؟
لا شك أن مشجعي البرشا لا يشغلون بالهم بهذه الأسئلة، لأنه، وببساطة، صار اسم جوارديولا مقترناً بالفوز والانتصارات الكبيرة، ويحيي جنكيزخان الليجا !